شمس أذنت
بالمغيب ، لكن الفضاء الرحب مازال يتلون بحمرة شفقها
شجرة تساقطت
أوراقها ، لكن الأرض ما زالت تشهد بضرب الجذور في عمقها
زهور قد حُنطت ،
لكن عبيرها ما زال يفوح مع شمها
ماضٍ ولى زمانه
و انتهى ، أم ذاكرة الحاضر و أصله و نسبه
في كل بيت تلمحهم ، حاضرون بأجسادهم ، و مع ألبوم الصور و الذكريات تتنقل أعينهم ، و تستدعي الذاكرة التي تبدو حيناً من بعد ضعفٍ قوية ، و أحياناً لهذا الضعف تركن و تأوي ، فتعيد السؤال مرات و مرات و كأنه و لأول وهلة قد خطر لها.
الفرح و الحزن عندهم لأبسط الأشياء التي قد لا تكلفنا جهداً إن قدمنا ما يسعدهم أو أحجمنا عما يؤلمهم ، كانوا يوماً لا يألون جهداً لبذلها يتمنون حياتنا و طول العمر لنا.
أيادٍ غضة طرية ، كم حملتنا و هدهدتنا و أطعمتنا و سقتنا ، أترانا اليوم نتتبع العروق في تلك الأيدي نقبلها عرفاناً و إكباراً ، أم نشيح بوجوهنا إنشغالاً ! بالأعمال و الأولاد و السفر و السهرات.
كبار السن من أجداد و جدات و آباء و أمهات ، من الأقارب و صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، من الجيران و الأصحاب ، في مرحلة من أصعب مراحل العمر ، و كلنا سائرون ، حيث الإحساس بالوحدة و العزلة و فقد الأنيس و الضعف في الجسد و النشاط .
ماذا قدمنا لهم
، و كم بلغ حجم استثمارنا في سوق الحسنات بحسن معاملتهم و البر بهم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق