الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

شمس الماضي المشعّة "كبار السن"


شمس أذنت بالمغيب ، لكن الفضاء الرحب مازال يتلون بحمرة شفقها

شجرة تساقطت أوراقها ، لكن الأرض ما زالت تشهد بضرب الجذور في عمقها

زهور قد حُنطت ، لكن عبيرها ما زال يفوح مع شمها

ماضٍ ولى زمانه و انتهى ، أم ذاكرة الحاضر و أصله و نسبه


في كل بيت تلمحهم ، حاضرون بأجسادهم ، و مع ألبوم الصور و الذكريات تتنقل أعينهم ، و تستدعي الذاكرة التي تبدو حيناً من بعد ضعفٍ قوية ، و أحياناً لهذا الضعف تركن و تأوي ، فتعيد السؤال مرات و مرات و كأنه و لأول وهلة قد خطر لها.

الفرح و الحزن عندهم لأبسط الأشياء التي قد لا تكلفنا جهداً إن قدمنا ما يسعدهم أو أحجمنا عما يؤلمهم ، كانوا يوماً لا يألون جهداً لبذلها يتمنون حياتنا و طول العمر لنا.

أيادٍ غضة طرية ، كم حملتنا و هدهدتنا و أطعمتنا و سقتنا ، أترانا اليوم نتتبع العروق في تلك الأيدي نقبلها عرفاناً و إكباراً ، أم نشيح بوجوهنا إنشغالاً ! بالأعمال و الأولاد و السفر و السهرات.

كبار السن من أجداد و جدات و آباء و أمهات ، من الأقارب و صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، من الجيران و الأصحاب ، في مرحلة من أصعب مراحل العمر ، و كلنا سائرون ، حيث الإحساس بالوحدة و العزلة و فقد الأنيس و الضعف في الجسد و النشاط .


ماذا قدمنا لهم ، و كم بلغ حجم استثمارنا في سوق الحسنات بحسن معاملتهم و البر بهم ؟



 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق